>
وسط زحام مجلس النواب، وبين نقاشات الأرقام والموازنات، وقفت سيدة بسيطة أمام قاعة لجنة الخطة والموازنة، تمسك بورقة صغيرة كُتب عليها اسمها ورقم هاتفها. لم تكن نائبة ولا مسؤولة، فقط مواطنة تحمل طلبًا بسيطًا، لكنها كانت مترددة، تتقدم خطوة وتتراجع أخرى، كأنها لا تعرف كيف تصل بصوتها لمن يمكنه سماعها.
مع انتهاء الجلسة، خرج الجميع مرهقين، ومن بينهم وزيرة التضامن الاجتماعي، مايا مرسي. ورغم الزحام والتعب، لمحت الوزيرة السيدة، لاحظت ترددها، فتوقفت وعادت إليها.
اقتربت منها وسألتها بلطف: “محتاجة حاجة؟”
في لحظة، كأن الكلمات خانت السيدة، لم تجد سوى أن ترتمي في حضن الوزيرة قائلة بصوت مختنق: “أنا واقفة من بدري.. كاتبة اسمي ورقمي.. وطلبت حاجة بسيطة.”
استمعت الوزيرة، اهتمت، ووعدت ببحث الأمر بنفسها. لم يستغرق اللقاء سوى دقائق، لكنه كان كافيًا ليغير حال السيدة تمامًا.
بعد أن تحرك الجميع، بقيت السيدة للحظات، وكأنها لا تزال تستوعب ما حدث. ثم، بابتسامة هادئة، قالت جملة واحدة:
“أنا كفاية عليَّ إنها جبرت بخاطري.”
في زحام الحياة، قد لا يكون العطاء في تلبية الطلبات فقط، أحيانًا يكفي أن يجد الإنسان من يسمعه.. ومن يمنحه لحظة اهتمام حقيقية.
هذا وكانت شاركت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي في اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، برئاسة الدكتور فخري الفقي، وذلك لمناقشة الحساب الختامي لموازنة وزارة التضامن الاجتماعي عن السنة المالية 2023/ 2024، وذلك بحضور النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، والسادة أعضاء اللجنة والأستاذ أيمن عبد الموجود الوكيل الدائم لوزارة التضامن الاجتماعي، وقيادات وزارة التضامن الاجتماعي.
