>
رغم مرور 19 عامًا على وفاته، لا يزال سامي سرحان حاضرًا في ذاكرة الجمهور المصري، ليس فقط بأعماله الفنية، ولكن بتحوله إلى ظاهرة ثقافية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مقاطع من أفلامه في شكل “ميمز” ساخرة، جعلت جيلًا جديدًا يكتشف عبقريته الكوميدية بطريقة غير تقليدية.
ويبرز جريدة وموقع الفجر عن أبرز المحطات الفنية لـ سامي سرحان
الابن الثالث في عائلة الموهوبين.. لكنه اختار طريقه الخاص
وُلد سامي سرحان في 25 ديسمبر 1930، داخل عائلة فنية، حيث كان شقيقًا للنجمين الكبيرين شكري وصلاح سرحان. ورغم أن شقيقيه تميزا في الأدوار الدرامية الجادة، إلا أن سامي سرحان اختار طريقًا مختلفًا، إذ قدم أدوار الشر بلمسة كوميدية جعلته واحدًا من أكثر الفنانين تميزًا في تاريخ السينما المصرية.
على عكس ما أشيع عن وجود غيرة بينه وبين شكري سرحان، أكد المقربون أن العلاقة بينهما كانت قائمة على الدعم والمساندة، حيث ساعده شكري في دخول المجال الفني، ووقف إلى جانبه في العديد من المواقف المهنية.
رحلة من أدوار الشر إلى ملك الكوميديا غير التقليدي
بدأ مشواره الفني عام 1962 بفيلم “الحقيبة السوداء”، ليقدم بعده مجموعة من الأعمال التي تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون. لم يكن ممثلًا تقليديًا، بل استطاع بمهارته أن يحوّل الشخصيات الثانوية إلى مشاهد لا تُنسى، حيث كان يكفي أن يظهر في لقطة واحدة ليترك بصمته الخاصة.
أبرز أعماله:
معسكر البنات، محمد رسول الله، وصاحب الجلالة، هالة حبيبتي (مع فؤاد المهندس)
ورغم قلة أدواره الرئيسية، إلا أن مشاهد ظهوره كانت دائمًا علامة فارقة في أي عمل يشارك فيه.
“جابر الشرقاوي”.. الشخصية التي خلدته قبل رحيله
كان آخر ظهور سينمائي له في فيلم “فول الصين العظيم” عام 2004، حيث قدم دور “جابر الشرقاوي”، الجد الصارم الذي يريد تحويل حفيده إلى نصّاب محترف. هذا الدور، رغم أنه لم يكن البطولة المطلقة، إلا أنه ظل عالقًا في أذهان الجمهور بسبب كوميديته الفريدة.
من نجم سينمائي إلى “ترند” على السوشيال ميديا
ما لم يتوقعه أحد، هو أن سامي سرحان سيعود إلى الأضواء بعد وفاته، ولكن هذه المرة عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد أصبحت تعبيراته الشهيرة، وطريقته في الكلام، مادة خصبة لصناعة الميمز، التي يستخدمها الجمهور في التعليق على المواقف اليومية بطريقة ساخرة.
تنتشر مقاطع أفلامه على فيسبوك وتويتر وإنستجرام، حيث يعاد استخدامها بطرق فكاهية تعكس كيف استطاع أن يترك بصمته في العصر الرقمي، ليصبح أيقونة كوميدية خالدة، رغم غيابه عن الساحة منذ ما يقرب من عقدين.
لماذا يبقى سامي سرحان “خالدًا” رغم رحيله
أسلوبه الفريد في التمثيل جعله متميزًا وسط نجوم الكوميديا التقليديين.
ظهوره القوي حتى في المشاهد الصغيرة جعله أحد أكثر الممثلين تأثيرًا.
تحوله إلى ظاهرة رقمية أعاده إلى الأجيال الجديدة بطريقة مختلفة.

قد يكون سامي سرحان لم يحصل على أدوار البطولة المطلقة، لكنه بالتأكيد فنان لا يُنسى، عاش نجم الظل لكنه سرق الأضواء بطريقته الخاصة، وظل بعد رحيله “حيًا” في ذاكرة السينما وفي قلوب الجمهور، بل وحتى في عالم “الميمز” الذي لم يكن يعرفه في حياته.











